رسالة إلى مدخن

موضوع: رسالة إلى مدخن السبت مايو 12, 2012 7:59 pm

رسالة إلى مدخن

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلينوإمام الغر المحجلين ...
وبعد ...
أخي المدخن , أخي في الله : ما دفعني إلى الكتابة إليك إلا قلقي وخوفي عليك مما أنت فيه , من تدخين مستمر غير منقطع , وأنت ساهٍ غافل . فإما أنك تعتبر التدخين حلالا طيبا سائغا , كالهواء والماء والغذاء ، أو أنك تعلم أنه حرام خبيث نتن , عنه الغَناء , ومع ذلك لا تستغني عنه , أو أنك تقول إنه صغيرة من الصغائر ، وقد وسعت رحمة الله ذلك ما اجتُنبت الكبائر , والعياذ بالله !! .
أخي المدخن , أخي في الله : اقرأ قول الله عز وجل في سورة الأعراف، بكل تدبر ورَوِيَّة : ]الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِيَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[ , واقرأ قوله تبارك وتعالى في سورة الحشر : ].... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُفَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[, واسمع قول رسول الله e: "لا ضرر ولا ضرار" , أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك ، ...... والكلام في هذا يطول .....!!!
فإذا رأيت أنك تدخن كمية لا تضرك بحسب اعتقادك , فما بالك بالآخرين ؟ هل تعلم أنها لا تضرهم ولا تؤذيهم ؟، هل تعلم أن الله قد يغفر لك ما كان بينك وبينه , ولكن ما بينك وبين الناس فيه نظر وقد لا يُغْفَر , .....فمن أهم شروط التوبة النصوح التي لا تتم التوبة إلا بها أن ترد المظالم إلى أهلها !! فكيف بك يوم القيامة وقد وُقِفت بين يدي الله ووقف كل من استنشق من دخان سجائرك يَشْكوك
أو تقول "لا يوجد نص في القرآن يقول إن السجائر حرام" !! وهل يوجد نص يقول إن التفاح حلال ؟ , ولكن , أخي المدخن ,إنالآية صريحة وواضحة ]وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُالْخَبَائِثَ[
فكما أن التفاح وما شابهه من الطيبات لا تستطيع أن تنكر أن الدخان وما شاكله من الخبائث .
أنت تعلم أن لكل منا كتبة كرام ، كم عددهم... إنهم اثنان لا ثالث لهما . فترى من يكتب لك التدخين...ملك اليمين في حسناتك أم ملك الشمال في سيئاتك؟؟
أئذا كان هناك طريقان أحدهما يؤدي إلى الجنة والآخر يؤدي إلىالنار فأين تضع التدخين؟ هل في طريق الجنة ؟ هل تتقرب به إلى الله ؟
إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس ، فكيف تقترب منك ملائكة الرحمة ؟ وأنتتطردهم عنك طرداً بدخانك .
ذهب سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه للرسول صلوات اللهوسلامه عليه فقال له : "يا رسول الله أريد أن أكون مستجاب الدعوة" قال له الرسول e: "ياسعد! أطب مطعمك ، تكن مستجاب الدعوة " فهل السجائر من طيب الطعام ؟ وكيف يعلو الدعاء من فم مليء بتلك الرائحة الكريهة التي تخجل منها أنتنفسك ؟ أتفتح لها السماء ؟ أتؤمِّن عليها الملائكة ؟
ألا تعلم أن كل جزء في جسدك إما أنه يدعو لك أو يدعو عليك ، يدك مثلاً إذا ما تصدقت بها دعت لك وإذا ما سرقت بهاأو بطشت بها دعت عليك.
فما بالك بذلك الدخان الذي دخل من أنفك إلى رئتيكإلى دمك فجاب وسرى في جسدك كله, وتشرَّبت منه كل خلية من خلاياك ، أتراها تدعو لك ؟ أم تراهاتلعنك! هل تتخيل كل خلية في جسدك تلعنك وتدعو عليك؟
ذهب ذلك الذنب فسرى في كل جسدك , هل ما زلت ترى السجائر من الصغائر , من اللمم ؟؟ هل تعرف أن العلماء قالوا أن اللمم قد تكون كبيرة من الكبائر ؟ ألَمَّ الإنسان بها ثم تاب عنها ورجع إلى الله فغفر الله له، يعني شرط اللمم التوبة وشرط التوبة عدم الرجوع.
تخيل أنك في اليوم الواحد تدخن سيجارتين فقط... فقط اثنتين أتدري أنك في عشر سنين تكون قد
دخنت تسعين ألف سيجارة!! لا إله إلا الله... فإذا ما قلنا كماتقول أنها صغيرة فكم تعادل 90,000 صغيرة من الكبائر؟ والأكثر من هذا إصرارك عليها, واستمتاعك بها , وإدمانك لها ....
يا عبد الله... اتقِ الله واترك هذا الإثم فإنك في غنى عنه، اتركه قبل أنيأتي يوم لا ينفع فيه الندم ولا تنفعك حسرتك من الله شيئاً.
روى الإمامأحمد أنه يوم القيامة "يؤتى بالرجل من أهل النار - نعوذ بالله منها - فيقول له:يا ابن آدم كيف وجدت منـزلك ؟ فيقول : أي ربِ شر منـزل فيقول له: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهباً (أي قدرها) ؟ فيقول أي رب نعم فيقول: كذبت قد سألتك أقل من ذلك وأيسرفلم تفعل، فيرد إلى النار".
أليس أن تطفئ تلك السيجارة هو أيسر لك من أن تفتدي بملء الأرض ذهباً , ولن ينفعك الذهب ؟! أطفئها فقد يكون ذلك ما يطفئ الله به عنك نارجهنم .
اقرأ قول الله تبارك وتعالى في سورة الأحقاف : ]إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْأَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِوَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ[.
لم يقل الحق عز وجل من أصحابالجنة ولكن قال في أصحاب الجنة، فيهم في وسطهم لأنهم تركوا ما كانوا فيه من إثم خوفاً من الله ورغبة في رضاه، فتاب عليهم ورضي عنهم وأدخلهم الجنة برحمته في أصحابالجنة.
يا عبد الله اشترِ ما هو خيرٌ وأبقى بما هو شرٌ وأفنى ، واترك هذاالإثم المتواصل الغير منقطع , فيعوضك عنه الله بما هو خير لك في دينك ودنياك وآخرتك.
قل: اللهم ربي إني تركت هذا الإثم ولن أعود إليه خوفاً منك وطلباً لما عندك، تركته لوجهك فباعد يا ربي بتركي له بيني وبين النار وارضَ اللهم ووفقني وأعني .
ادع الله عز وجل فلو رأى الله منك عزما وصدق نية لأعانك على تركها.
]الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءوَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ (البقرة 268)

» رسالة إلى نفســي
» رسالة من محب لك في الله..!
» رسالة إلى مغتاب
» رسالة إلى المتخلفين عن الصلاة
» رسالة الى يائس من التوبة