الميت الذي فتحت له ابواب السماء

قال تعالى : (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا مات لاحدكم ميت فحسنوا كفنه وعجلوا انجاز وصيته واعمقوا له في قبره وجنبوه جار السوء.

قالوا : يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الاخرة؟

قال : وهل ينفع في الدنيا؟

قالوا : نعم.

قال : وكذلك في الاخرة.

ومن وصية علي رضي الله عنه لابي ذر :

زر القبور تذكر بها الاخرة ولا تزرها بالليل وغسل الموتى يتحرك قلبك وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله تعالى.

فهل من خالدين اذا هلكنا

وهل في الموت بين الناس عار

قيل لاعرابي : انك تموت..

قال : والى اين اذهب؟

قالوا : الى الله تعالى..

فقال : لا اكره ان اذهب الى من لا ارى الخير الا منه.

اللهم انك امرتنا فعصينا ونهيتنا فارتكبنا وهذا مقام العائذ بك فان تعفو فانت اهل العفو وان تعاقب فبما قدمت يداي لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.

قال صلى الله عليه وسلم : القبر اول منازل الاخرة فان نجا العبد منه فما بعده ايسر منه.

وقيل ان جبريل اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل.. وسأله : يا محمد .. من هذا الميت الذي فتحت له ابواب السماء.. واهتز له العرش؟ وقام صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه مبادرا الى سعد بن معاذ رضى الله عنه فوجده قبض.

اللهم انت ربي.. امرتني فقصرت ونهيتني فعصيت فان غفرت فقد مننت وان عافيت فما ظلمت الا اني اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمداً عبدك ورسولك.

من كان الموت موعده والقبر بيته والثرى مسكنه والدود انيسه.. كيف تكون حالته؟

يجب على العاقل ان يحاسب نفسه بنفسه على ما فرط من عمره ويستعد لعاقبة امره لصالح العمل ولا يغتر بالامل.

قال الله تعالى : (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اصبح حزيناً اصبح ساخطاً على ربه ومن اصبح يشكو مصيبة فكأنما يشكو الله.

روى انه لما مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله .. ألم تنه عن البكاء..؟ قال : انما نهيت عن الغناء والصوتين الاحمقين والندب ولكن هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوبنا ومن لا يرحم لا يرحم فان القلب يخشع والعين تدمع وانا بك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي الله ربنا انا لله وانا اليه راجعون.

اللهم رضينا بقضائك وصبرنا على بلائك واغفر لنا ولوالدينا.

وقال صلى الله عليه وسلم : من عزى مصاباً فله مثل اجره.

وقال صلى الله عليه وسلم : ما من مؤمن يعزي اخاه بمصيبته الا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه.

يقال : التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده وتكره بعد ثلاثة ايام.

ويقولون : يستحب في تعزية المسلم للمسلم ان يقول : عظم الله اجرك واحسن عزاءك وغفر لميتك.

اصبر واحتسب واعلم ان الجزع لا يرد ميتاً لا يطرد حزناً.

قال الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه :

انا نعزيك لا انا على ثقة

من الحياة ولكن سنة الدين

فما المعزي بباق بعد ميته

ولا المعزي لو عاشا الى حين.
القضاء نازل والموت حكم شامل.