27-هل صلاة الجماعة فى المسجد سنة أم واجب أفيدونا يرحمكم الله ؟
الشرح
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (r)
قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).
شرح الحديث ...
صلاة
الجماعة من الاجتماع في المساجد لأداء الصلاة المكتوبة لقوله تعالى (واركعوا مع
الراكعين). البقرة 43
ولقوله
تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة) المائدة 58
نداء
للناس أن هلموا إلى الصلاة لذا فإن المؤذن يقول حي على الصلاة تعالوا إلى فعل
الصلاة
وتوعد
الله من يسمع ولا يجيب (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) القلم 43
لذا فيعاقبهم
الله في الآخرة بأن يحاولوا السجود فلا يستطيعون.
ويكفى
صلاة الجماعة أن فيها التعارف وتفقد أحوال بعضهم ومعرفة أهل الصلاح.
وارتياد
المساجد يعطى نشاطا وقوة في أدائها – بعكس ما لو صلاها وحده.
والجاهل
يتعلم أحكام الصلاة فيرى من يتوضأ فيتعلم ويشاهد من يحسن الركوع والسجود فيأخذ
منه.
ويسمع
كلام الله يتلى ويسمع التكبير والتحميد فيكون على ذكر ويتعود لسانه ذكر الله
(الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وقال
النبي (r)(وبكل
خطوة إلى الصلاة صدقة) (وحط عنه بها خطيئة).
كل خطوة
إلى المسجد يكتب لك بها حسنة ويحط عنك بها خطيئة.
ويحظى
باستغفار الملائكة له (الملائكة تستغفر لأحدكم ما دام في مصلاه ما كانت الصلاة
تحبسه تقول اللهم اغفر له الله ارحمه الله صلى عليه). حديث صحيح
ويحظى
بمضاعفة الثواب ففي الحديث الذي معنا ثواب الجماعة تزيد عن صلاته وحده بسبع وعشرين
درجة – أرباح وفوائد عظيمة.
ومن
الحديث قول النبي (r) أفضل من-
يعنى أن صلاة المنفرد تجزئ ولكن يفوته ثواب كبير أما المعذور الذي عنده عذر أبعده
عن الجماعة فأجره تام.
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال
.. قال رسول الله (r) صلاة الرجل فى الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفى سوقه خمسة وعشرين
ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم
يخط خطوة إلا رفعت له درجة وحط عنه خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه
مادام فى مصلاه اللهم صلى عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما
انتظر الصلاة). متفق عليه
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله (r) (أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما
فيها لأتوها ولو حبوا ولقد هممت أن آمر
بالصلاة فتقام ثم أمر رجلا فيصلى بالناس ثم انطلق معي رجال معهم حزم من حطب إلى
قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق (تشديد الراء)
عليهم بيوتهم بالنار ).
ما حكم
صلاة الجماعة ؟
الحنفية
والمالكية والشافعية قالوا سنة مؤكدة.
وقال
البعض هو فرض كفاية.
وقال
أحمد بن حنبل وأهل الحديث هي فرض عين
وقالت
الظاهرية –شرط صحة الصلاة– وهذا رأى مبالغ فيه
ودليل من
قال بالسنية/ (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ) إذن هما
مشتركان في الفضل
وأدلة
القائلين بفرض كفاية/ هي أدلة من قال أنها فرض عين
لمشروعية قتال تاركي فرض الكفاية إلا أن البعض إذا قام بها سقط الإثم عن الآخرين
وهو قول ضعيف لأن النبي (r) قال أنه
يترك رجالا في المسجد يصلون ويذهب إلى الآخرين- إذن هي ليست فرض كفاية
-الرأي
الثالث/ دليلهم أن النبي لا يهم بالتعذيب إلا على كبيرة من الكبائر
ودليل
آخر الأعمى الذي جاء إلى النبي يستأذنه أن يصلى في بيته لوعورة الطريق فقال
له أتسمع النداء؟ قال الرجل نعم فقال رسول
الله فأجب
ورد
عليهم من قال بالسنية المؤكدة أن الرسول هم ولم يفعل فرد عليهم أهل الوجوب أن مجرد هم الرسول دليل على عظم الذنب
-الرأي
الرابع/ والذي فيه بعض التشدد دليلهم حديث بن عباس (من سمع النداء فلم يأت
فلا صلاة له إلا من عذر) الراجح أن الحديث موقوف على بن عباس
الحديث
يبين فضل صلاتي الفجر والعشاء وزيادة فضلهما
لقوة الداعي إلى التخلف عنهما (شدة الحر أو شدة البرد – الرجوع من العمل –النوم)
التكاسل عن ترك دفء الفراش إلى برد الطريق وفى الصيف لقلة ساعات الليل فلا يكاد
ينام حتى يؤذن الفجر والعشاء وقت الرجوع من العمل وتناول الطعام
أسباب فضل الجماعة
على صلاة الفرد ..
1-الخروج من البيت بنية
صالحة (لا يخرجه إلا الصلاة).
2-فضل الخطوات فكل خطوة مع
حسن النية مثوبة وله بها إما حسنة أو تحط عنه خطيئة.
3-الملائكة تستغفر للمصلى في المسجد ما دام في مصلاه.
هذه بعض
أسباب مضاعفة الأجر إلى خمس وعشرين ضعفا ..
صلاتي العشاء والفجر تفضحان
المنافق لأنهما بالليل والمنافق يريد أن يراه الناس لذا فهو حريص على الظهر والعصر
وقد يأتيها متكاسلا قال تعالى (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) التوبة 54
ولو
يعلمون ما فيهما من الخير والأجر لأتوهما ولو حبوا مثل الطفل على يديه وركبتيه
والأجر
على قدر المشقة –لذا يضاعف الأجر فيهما لقوة الصارف عن صلاتهما.
-ذكر
النبي في بعض الروايات أسباب ما منعه من تحريق بيوتهم (لولا ما في البيوت من
النساء والذرية لأحرقتها عليهم).
-يقول بن مسعود رضي الله عنه (إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن
من سنن الهدى يعنى الصلوات –حيث ينادى بهن ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا
المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما
يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض وإنه كان ليؤتى بالرجل يهادى بين
الرجلين حتى يقام في الصف.
-بقيت مسألة مهمة هي أن في حديث بن عمر أن صلاة الجماعة أفضل من
صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.
-وفى
حديث أبى هريرة (تضعف على صلاته في بيته وفى سوقه خمسة وعشرين ضعفا) فما الجمع
بينهما ؟
-قال
بن حجر الصلوات الجهرية تزيد بسبع وعشرين
والسرية بخمس وعشرين.
-وقال
البعض بل الزيادة تأتى فيمن توضأ في بيته وأحسن الوضوء ولم يخرج إلا للصلاة يزيد بسبع وعشرين – أما من توضأ في المسجد وصلى
فهذا بخمس وعشرين.
-أو
توضأ في بيته ولم يحسن الوضوء فإن النبي يوما صلى الفجر فقرأ بالروم فالتبس عليه
في القراءة فلما صلى قال ما بال رجال يحضرون معنا الصلاة بغير طهور؟ أولئك الذين
يلبسون علينا صلاتنا- من شهد معنا الصلاة فليحسن الطهور). أحمد
والجزاء في الحديث الأول بالدرجات وفى الثاني بالمضاعفة.
والله
أعلى وأعلم
موضوع: حكم صلاة الجماعه في المسجد 
الأربعاء مارس 21, 2012 8:42 pm